هل أنت سعيد؟وهل الناس حولك كلهم سعداء؟ هل السعادة حلم أم وهم أم حقيقة؟ السعادة أمنية يتمناها كل إنسان لنفسه ولأحبائه، فمنذ قديم الزمان حتى اليوم نسمع بأسماء يتفاءل بها الناس مثل: سعيد ومسعدة وتوفيق وموفق وفرحان فالسعيد محسود، وغير السعيد يثير الشفقة وتبقى السعادة حلمنا المنشود بعض الناس جاءوا الى هذه الدنيا ومن أول أيام عمرهم لا علاقة لهم بالسعادة، قست عليهم الظروف والناس وبقى الشقاء رفيقهم يلازمهم في كل أمور حياتهم، نسميهم فعلا أشقياء ولكنهم ينتظرون درب السعادة ..! وبعض الناس سعدوا في حياتهم واستمروا على دروب السعادة في كل الأحوال كما نظن . هل السعادة التي ينشدها كل واحد منا شيء منتظر وحلم ينتهي عمرنا ونحن ننتظر قدومه؟ أم أنها في الجاه والوجاهة والمال؟ السعادة ليست في المال مع أن المال عصب الحياة في وقتنا الحاضر ، ولا في الوجاهة ولا في المكانة الاجتماعية الرائعة، فكم من غني لا يملك الصحة ،وكم من وجيه لا يستطيع الإنجاب، وكم عائلة غنية عندها مدمن مخدرات.. وكم من حزين يرقص طربا على جراحه ،و يثير جلسة مرح ويطلق الضحكات..! فما أقصر لحظات السعادة وما أطول أيام العذاب..! السعادة إحساس جميل ينبع من داخل النفس المطمئنة بالأمن والأمان وهذا الشعور لا نشتريه بالمال ولا بالجاه ولا بالمناصب ،السعادة تبدأ عندما تتوقف في الحاضر وتكتشف أنك أفضل من غيرك بأشياء كثيرة وتعيد حسابات الماضي ، وتترك سلبياته وتعمل من أجل مستقبل أفضل . فالجلوس مع النفس درب من دروب السعادة السعادة أن تعيش مع من تحب وكما تحب و يقولون :السعداء في هذا الزمن نادرون والنادرون هم العشاق السعادة أن تنام قرير العين بلا منغصات، على سرير متواضع أو تفترش الأرض وتنام بدون منومات ومهدئات السعادة الحقيقية في القناعة والاستسلام لأمر الله وقضائه، والتوكل التام عليه تشكر نعمه وتصبر على امتحانه قمة السعادة في (قوة الإيمان) عندما تجد الله بقربك وتشعر انه موجود ، عالم بحالك، القادر على كل شيء المقتدر القاهر لكل صعب سميع قريب ، يسمعك ،عليم مجيب ،تناجيه بأسمائه الحسنى ، وتتبرأ من حولك وقوتك وتستعين بحوله وقدرته..
هذه هي السعادة ، وهذه أسرارها التي لا يكتشفها ولا يتذوق لذة طعمها إلا من امن إيمانا صادقا بالله وتوكل عليه اتكالا تاما بنية صادقة ونفس صافية ..وصبر يجمله اليقين.من خشي الله في الغيب في كل زلة وهو لا يراه لكن الله يراه فلا يظلم ولا يفسق (الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )صدق ربي العظيم