« السلط قريبة من قلبي» ...قالها الملك في احدى زياراته لحاضرة البلقاء....كلمات صادرة من القلب الى القلب ...ومن يعرف اسلوب الملك عبدالله يعي جيداً أن الرجل عندما يتحدث فإن الكلمات تأتي من أعماقه،فهو يفضل الخطاب البسيط والمفيد، من دون أي رتوش أو تعقيدات، وهذا هو أسلوبه دائما .
المسافة ما بين عمان والسلط ...كالسبابة من الشاهد ...والسلط اليوم على موعد مع الأمل،وحادي الركب بين الأهل والعشيرة، مشهد غير عادي، يمتزج فيه الوطن بالقائد..بالوفاء..بالحب..بالإخلاص لملك لم يكن يوماً لنفسه؛ بل هو في كل يوم لشعبه؛ وسيظل هكذا خالداً في ذاكرة الكبار والصغار والرجال والنساء من أبناء وطنه؛ لِما مَنّ الله به عليه من صفات سيسجلها له التاريخ بين الخالدين على مر العصور.
« وشاورهم في الأمر « .....هي مغزى الجولات الملكية وبصورة منتظمة حيث غدت أنموذجاً للحوار والتواصل المستمرين بين القائد وشعبه، بأسلوب متميز يتلمس أحوالهم ويتعرف على مشاكلهم التي تجد طريقها الى الحل، يتفقد خلالها انجازات مسيرة التنمية الشاملة في البلاد، ويقف بنفسه على طموحات شعبه وملاحظاتهم واهتماماتهم،ويتدارس مع المسؤولين والوجهاء والمواطنين ما يمكنه من تأدية دوره في خدمة وطنه .
الجولات الملكية ...لا تهدف الى البريق الإعلامي أو الى إظهار التأييد والولاء والحب الذي يكنه الشعب لقائده، فهذه حقائق لا تحتاج الى جهد أو شهادة، ولكن تلك الجولات تدخل في إطار التخطيط الاستراتيجي للقائد الذي يحرص على مشاهدة كل أنشطة الحياة في الوطن من شماله الى جنوبه، مستفسرا وموجهاً ومناقشاً في كل المستجدات التي تهم التنمية الأردنية.
لا شك في أن اصطحاب الملك للوزراء والمستشارين في جولاته لها دلالة ومغزى كبيران، فهو يهدف الى وقوف المسؤول على حسن تنفيذ الخطط الإنمائية المدرجة في الخطة العامة للدولة خصوصاً المتعلقة بالتنمية أو الوضع الاقتصادي .
الجولات الملكية ...تمثل رؤية استراتيجية بكل المقاييس،استطاع القائد من خلالها استنهاض همم الشعب، وحث المسؤولين على تحمل المسؤولية بأمانة وصدق وإخلاص، وأن يكونوا مسؤولين أمام الله وأمامه وأمام الشعب،عن تقديم كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
المتابع لخطوات القيادة الأردنية نحو التنمية الشاملة، يجزم أن هناك توجهاً نحو تعميم التنمية على جميع مناطق المملكة، وأن كل مواطن في أي منطقة هو معنيٌ بالتنمية الشاملة،والزيارة الملكية لمدينة السلط تؤكد الإصرار على استكمال المسيرة التنموية.
يا أيها الملك، أهلا بك في السلط ...فالسلطيون والأردنيون أحبوك بصدق، لأنهم رأوا فيك عدلاً ....وأملاً ...ورأوا فيك حقاً ...فلا غرابة أن يبادلوك الحب بالحب ..والوفاء بالإخلاص .